فيما برأت النيابة الماليزية رزاق من تهمة الفساد .. الكشف عن هدف الهبة المالية السعودية لرئيس وزراء ماليزيا وعلاقة الاخوان بذلك
28 يناير، 2016
620 14 دقائق
يمنات – صنعاء
كشف مصدر سعودي مطلع، الأربعاء 27 يناير/كانون ثان 2016، أن “الهبة” الضخمة التي قدمتها العائلة المالكة السعودية لرئيس وزراء ماليزيا نجيب رزاق، كانت بهدف “مساعدته للفوز بانتخابات عام 2013”.
و قال المصدر السعودي لشبكة “بي بي سي ” البريطانية، إن “الهبة قدمت في سياق قلق ساور السعودية من نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في ماليزيا”.
و أضاف المصدر السعودي أن “الملك السعودي الراحل عبد الله صدق شخصيا على تقديم الهبة لنجيب رزاق”.
و أشار المصدر، الذي طلب عدم كشف اسمه، إلى أن “دفع الهبة صُدق عليه من جانب الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، مؤكدا أن “الأموال دُفعت من حساب الملك الشخصي وخزينة الدولة السعودية”.
و بحسب المصدر، فإن غرض الهبة كان بسيطا، وهو مساعدة رزاق وتحالفه على الفوز في الانتخابات، عن طريق توظيف فريق اتصالات استراتيجي له خبرة دولية، والتركيز على مقاطعة ساراواك، وتمويل برامج اجتماعية عبر حملات حزبية.
و أوضح تقرير “بي بي سي”، أنه ردا على سؤال عن سبب اهتمام السعوديين بانتخابات في دولة غير عربية تبعد عن بلادهم أكثر من 6 آلاف كيلومتر، فقد قال المصدر إنه القلق من القوة الصاعدة للإخوان المسلمين، الذين تعتبرهم السعودية تنظيما إرهابيا.
و أثار صعود الإخوان المسلمين في مصر قلق السعودية التي أيدت عزل الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي، ودعمت ماليا نظام الحكم الذي خلفه، بحسب التقرير.
و كان السعوديون قد أصيبوا بخيبة أمل بالفعل بسبب الأوضاع في مصر، التي كان الرئيس محمد مرسي، المعزول الآن، مشغولا بتقوية قبضة الإخوان المسلمين فيها، وفقا لما أورده التقرير.
و بحسب التقرير، فإنه بعد أشهر قليلة من الانتخابات الماليزية، أي في الثالث من تموز/ يوليو 2013، خلع الجيش المصري الرئيس مرسي، أحد قادة الإخوان، فيما ساور السعوديين قلق من دور الإخوان في حركة المعارضة الرافضة لعزل مرسي، وكذلك من دعم قطر للإخوان وغيرهم من الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط.
و أشار المصدر السعودي إلى أن مثل هذه الهبات الشخصية التي تقدمها العائلة المالكة السعودية أمر معتاد. وقال إن الأردن والمغرب ومصر والسودان حصلت على هبات بمئات الملايين من الدولارات من جيب العائلة المالكة السعودية.
و أضاف المصدر: “لا شيء غير معتاد في هذه الهبة إلى ماليزيا”، مبينا أن “هذا الأمر شبيه للغاية بطريقة عمل السعوديين في عدد من الدول”.
و قد سارعت السعودية إلى المساندة في الإطاحة بالرئيس مرسي في مصر، وقدمت للحكومة المسنودة من الجيش معونات وقروضا بمليارات الدولارات.
و ذكر التقرير أن الهبة السرية السعودية لرزاق قد دفعت عبر تحويلات على دفعات بين أواخر شهر آذار/ مارس عام 2013 وأوائل نيسان/ أبريل من العام نفسه، قبيل الانتخابات التي أجريت في الخامس من آيار/ مايو 2013.
و تقول تقارير إن الأمير تركي بن عبد الله، أحد أبناء الملك الراحل، له تعاملات تجارية واقتصادية واسعة في ماليزيا.
و كان المدعي العام الماليزي محمد أباندي علي، قال إن “الهبة” مسألة شخصية بين السعودية ورزاق ولا شبهة فساد فيها.
و كان النائب العام الماليزي أعلن تحويل “هبة” قيمتها 681 مليون دولار أمريكي إلى حساب رزاق الشخصي من العائلة المالكة السعودية.
و برأ النائب العام، أمس الثلاثاء، رئيس الوزراء من شبهات فساد تتعلق بهذه الهبة، واعتبرها مسألة شخصية بين السعوديين ورزاق.
و في موسم الانتخابات عام 2013 في ماليزيا، ضم تحالف المعارضة “الحزب الإسلامي لعموم ماليزيا”. وقد استلهم مؤسسو الحزب فكر الإخوان المسلمين، رغم أنه لم تكن هناك سوى دلائل قليلة على أن الجماعة تتمتع بتأييد كبير في ماليزيا.
و قد فاز التحالف بقيادة رزاق في الانتخابات، غير أن النتائج عكست واحدة من أسوأ النتائج التي يحققها الحزب خلال أكثر من 50 عاما في السلطة.
و علقت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية على منح السعودية لرئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق هبة مالية بقيمة 680 مليون دولار أمريكي, مشيرة إلى أن تلك الهبة ستزيد من الجدل الدائر في ماليزيا حول رئيس وزراءها.
و تضيف الصحيفة في تقريرها إن النائب العام الماليزي يقول إن “السعودية وضعت في حساب رئيس وزراء ماليزيا 680 مليون دولار أمريكي”, مشيرا إلى أن “نجيب رزاق لم يرتكب أي جريمة في قبوله هذا المبلغ المالي”.
و أوضح كاتب المقال أن “نائب رئيس الوزراء الماليزي، أحمد زهيد حمادي، قال إنه التقى مانح الهبة المالية الذي عبر عن ثقته برزاق قيادته الحكمية في العديد من القضايا الشائكة في البلاد”.
و نقل كاتب المقال عن أحد المحللين أنه “ليس هناك أي دليل من جهة مستقلة، يثبت أن الأموال جاءت من المملكة العربية السعودية كما أنه من المفاجأة تقديم هبة مالية بقيمة 680 مليون دولار”.
و أوضح صاحب المقال أن “هذا المبلغ المالي أرسل إلى ماليزيا عبر شركة شيل في جزر العذراء البريطانية من حساب مصرفي وقيل حينها إنه من دولة من الشرق الأوسط”.
و قال “لا بد من الإشارة إلى أن المسؤولين السعوديين رفضوا الاستجابة لأسئلة حول هذا المبلغ المالي في عام 2013، عندما كان يخضع رزاق للتحقيق بشأن قضايا فساد، حيث قال حينها رزاق بأن المبلغ من مصدر في الشرق الأوسط.”
و ختم كاتب المقال بالقول إن “منتقدي رزاق يقولون إنه عمد بعد تلقيه هذا المبلغ الكبير إلى نقل محققين من مناصبهم ومضايقة وسائل الإعلام ، إضافة إلى اعتقال منشقين عنه، الأمر الذي ينفيه مناصروه”, مشيراً إلى أن تلك الاموال حولت إلى رئيس الوزراء الماليزي في عهد العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز.